إما نحن وإما هم - معركة القسطل - الساعات الأربع والعشرون الحاسمة

يؤكد المؤلف أنه في كتابه هذا سعى للاستئناس أولاً وقبل أي شيء بالمصادر العربية، بما في ذلك مصادر عائلية بقيت خارج دائرة الاستخدام، تماماً تقريباً، طوال أعوام عديدة. وأوضح أن ما حثّه على الاستناد إلى تلك المصادر هو طريقة العمل التي اعتمدها د. شريف كناعنة، من مواليد عرابة البطوف في الجليل، وأستاذ العلوم الإنسانية الذي كان يدرّس في جامعة بير زيت، ودرَس ودرَّس في الولايات المتحدة لسنوات عديدة، وأثارت إعجابه، فقرّر أن يستخدمها في بحثه عن مصادر تكشف له ملابسات معركة القسطل، على ما تحفل به من أهمية بعيدة المدى.أما نقطة القوة الثالثة لهذا الكتاب، والتي أجد حاجة إلى التطرّق إليها كنقطة إضافية وليست أخيرة، فهي نابعة من مدلولات أعتبرها بليغة تقف وراء تثبيت المؤلف عبارة عبد القادر الحسيني “إمّا نحن وإمّا هم” عنواناً لكتابه. وهي عبارة اقترضها من الموقف الذي أكد فيه قائلها أنه “لا يمكن أن تكون فلسطين للعرب والصهاينة معاً ـ إما نحن وإما هم [...] إنها حرب حياة أو موت؛ إما أن نخرج من الحرب منتصرين وإما أن نموت جميعاً». وأتبع ذلك باستقراض ما شدّد عليه عبد القادر، أيضاً، في سياق مقابلة لصحيفة «النداء» المصرية في كانون الثاني 1948، بأن إنشاء دولة يهودية في فلسطين هو تهديد واضح للعروبة وللعالم العربي بأسره، «ذلك أن [وجود] الدولة اليهودية يعني الاعتداء على استقلال الدول العربية جميعها، قريبة أم بعيدة على حد سواء».

Write a review

Note: HTML is not translated!
    Bad             Good