محاولة لفهم التاريخ: المعرفة، الإيديولوجية، والحضارة

يربط الجرباوي في كتابه هذا بين علاقة تراكم المعرفة المادية عبر الزمن، الناجمة عن استمرار تفاعل جدلية علاقة الإنسان مع البيئة ومع غيره من البشر، مع نوع الأيديولوجيات المنتجة تعبيرًا عن ذلك، في العلاقة مع تكوين الحضارة. ويقول الجرباوي، في مقدّمة كتابه التي جاءت بعنوان “رحلة البقاء”، إنه انطلق في بحثه هذا من فرضية مفادها أن التاريخ خط زمني متصل لا ينقطع، تتولى تفاعلاته وأحداثه تباعًا نتيجة هذه العلاقة المستمرة والمتواصلة، والتي يعبّر عنها بتكوين ثقافات محلية، يتحوّل بعضها إلى حضارات عالمية، تتوالى هذه الحضارات في خط سير متصاعد عبر العصور، يدلّل على مجرى تطور الحياة البشرية، ويعكس ظاهرة ازدياد علمنة وعولمة العالم مع مرور الزمن. يرصد الكتاب، بحسب الجرباوي، عملية تكوّن الحضارة، وعلاقات الحضارات المتعاقبة مع بعضها بعضًا عبر العصور، ومكونات من الثقافات المستقلة وتلك المتبقية من حضارات سابقة داخل كل عصر من العصور. ومن خلال ذلك يتم ليس فقط التعرف على الكيفية التي تشكّل فيها التاريخ البشري في السابق، وإنما نظرة على ماهيته ومساره في المستقبل أيضًا.

Write a review

Note: HTML is not translated!
    Bad             Good