مقبرة الحيوانات: الموت أفضل احيانا

‏‎‎يبدو المنزل جاهزاً للدكتور لويس كريد من حيث الشكل والإحساس. فسيح، قديم، ‏مريح. مكان يمكن للعائلة أن تستقرّ فيه؛ يكبُر فيه الأطفال ويلعبون ويستكشفون. ‏تبدو ال تلال والمروج الوديعة في ولاية ماين بعيدةً جداً عن أخطار المدينة الملوَّثة.‏‎‎المشكلة فقط في تلك الشاحنات الكبيرة التي تجوب الطريق ناشرةً تهديداتها ‏المثيرة للقلق. خلف المنزل، هناك مسار تم جزّه وتنظيفه بعناية يقود عبر الغابة إلى ‏مكانٍ سارت عليه أجيال من الأطفال المحليين في موكب من البراءة التي يتميّز بها ‏الصغار في السن، آخذين معهم حيواناتهم الأليفة الراحلة لدفنها.‏‎‎مكان حزين ربما، لكن آمن. مكان آمن بالتأكيد. ليس مكاناً يتسرَّب إلى أحلامك، ‏يوقظك، وتجد نفسك تتصبَّب عرقاً من الخوف والحذر من الشر.‏‎‎قدّم الروائي ستيفن كينغ لروايته «مقبرة الحيوانات» بمقدمة ومما جاء فيها: ‏‏"عندما أُسأل (وهذا يحدث كثيراً) أي كتاب أعتبره أكثر كتاب مخيف ألَّفتُه في حياتي، ‏يأتي الجواب بسهولة ودون تردّد: "مقبرة الحيوانات". قد لا يكون أكثر كتاب يخيف ‏القرّاء – بناءً على البريد الذي يصلني، أظن أن الكتاب الذي يفعل ذلك هو ‏The ‎Shining‏ (البريق) على الأرجح – لكن عظْمة الخوف، مثل عظْمة الضحك (أو ‏عظْمة الكوع)، موجودة في أماكن مختلفة لدى الأشخاص المختلفين. كل ما أعرفه ‏هو أن مقبرة الحيوانات هو الكتاب الذي وضعتُه جانباً في الجارور، قائلاً لنفسي ‏إنني تخطّيت الحدود أخيراً. الزمن يوحي أنني لم أفعل ذلك، على الأقل بناءً على ما ‏سيقبله الناس، لكنني بالطبع تخطّيت الحدود بالنسبة لمشاعري الشخصية. ببساطة ‏ذُعرتُ مما كتبتُه، والاستنتاجات التي توصّلتُ إليها (...)".‏

Write a review

Note: HTML is not translated!
    Bad             Good