اضغط زر التحديث
- By: ناديلا ساتيا
- Categories Books , Arabic Books , ادارة اعمال
- Stock Availability: In Stock
- ISBN: 6281072098896
- Total Pages: 266
- Available Book Formats: Paperback
- Year: 2018
JOD 6.60
JOD 16.40
عرفت ساتيا ناديلا لما يزيد على عشرين عامًا، وقد اتيح لي التعرف اليه في منتصف تسعينيات القرن الماضي، عندما كنت مديرًا تنفيذيًّا لشركة مايكروسوفت الذي كان يعمل على برنامج خادمنا، والذي كان في مرحلة الاطلاق حينها. لقد انتهجنا اسلوبًا طويل الامد في بناء الشركة، كانت له فائدتان: الاولى انه منح الشركة محركَ نموٍّ آخر، والثانية انه حفَّز الكثير من القادة الجدد الذين يديرون مايكروسوفت اليوم، ومنهم ساتيا. وعملت معه لاحقًا بشكل مكثَّف عندما انتقل ليدير مساعينا لبناء محرك بحث على طراز عالمي، وكنا قد تاخرنا عن شركة جوجل، وكان فريقنا الاساسي للبحث قد رحل، وكان ساتيا جزءًا من مجموعة اتت لتُغيِّر الاوضاع. لقد كان متواضعًا وطموحًا وعمليًّا، وكان يطرح اسئلة ذكية بشان استراتيجيتنا، كما كان يعمل بشكل جيد مع المهندسين ذوي المراس الصعب. لذا لم يكن مفاجئًا لي انه بمجرد ان تقلَّد ساتيا منصب المدير التنفيذي لشركة مايكروسوفت استطاع ان يضع بصمته على الشركة على الفور. وكما يوحي عنوان هذا الكتاب، فهو لم ينفصل تمامًا عن الماضي؛ فعندما تضغط على زر التحديث refresh على متصفحك، يبقى بعض ما على الصفحة كما هو. وتحت قيادة ساتيا، تمكنت شركة مايكروسوفت من الابتعاد تدريجيًّا عن الاسلوب المرتكز على نظام ويندوز؛ فقد قاد تبني مهمة جريئة جديدة للشركة، وهو جزء من نقاش مستمر؛ حيث يتواصل مع العملاء وكبار الباحثين والتنفيذيين. والاهم من ذلك انه يراهن على القليل من مجالات التكنولوجيا الرئيسية، كالذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، وهي المجالات التي ستميِّز فيها مايكروسوفت نفسَها. انه اسلوب ذكي، ليس لشركة مايكروسوفت وحسب، بل لاية شركة تريد النجاح في العصر الرقمي؛ فلم يحدث ان كانت صناعة الحاسبات بهذا القدر من التعقيد؛ فاليوم كثير من الشركات الكبيرة كشركات جوجل وآبل وفيسبوك وامازون وغيرها الى جانب شركة مايكروسوفت تقوم بعمل مبدع. ويوجد مستخدمون رفيعو المستوى حول العالم، وليس في الولايات المتحدة وحسب. ولم يعد الحاسب الشخصي هو الجهاز الحاسوبي الوحيد، او الرئيسي، الذي يتفاعل معه اغلب المستخدمين. وعلى الرغم من كل هذا التغيُّر السريع في صناعة الحاسبات، فاننا ما زلنا في بداية الثورة الرقمية. تَاَمَّل الذكاء الاصطناعي (AI) كمثالٍ. فكِّر في كل الوقت الذي قضيناه في تنظيم انشطة روتينية وانجازها بصورة يدوية، بدءًا من تحديد مواعيد الاجتماعات الى سداد الفواتير. ففي المستقبل، سيعلم وكيل الذكاء الاصطناعي انك في العمل ولديك عشر دقائق متاحة، ثم سيساعدك في انجاز شيء ذي اولوية قصوى على قائمة مهامك؛ فالذكاء الاصطناعي على وشك ان يجعل حياتنا اكثر انتاجية وابداعًا. كما ان الابتكار سيُحَسِّن الكثير من المجالات الاخرى في الحياة. وهو الجزء الاكبر من عملي مع مؤسسة جيتس، والذي يُركز على الحدِّ من اسوا اشكال عدم المساواة في العالم؛ فادوات التتبع الرقمي والتسلسل الوراثي تساعدنا على الاقتراب جدًّا من القضاء التام على مرض شلل الاطفال، والذي سيكون ثاني مرض بشري يُقضى عليه تمامًا؛ ففي كينيا وتنزانيا ودول اخرى، تتيح الاموال الرقمية للمستخدمين من ذوي الدخل المنخفض الادخارَ والاقتراضَ وتحويلَ الاموال بصورة لم يسبق لها مثيل. وفي الفصول الدراسية في الولايات المتحدة، تتيح برامج التعليم الشخصي للطلبة التحرك بوتيرتهم الخاصة والتركيز على اشد المهارات احتياجًا الى التحسين. وبالطبع، فمع ظهور كل تكنولوجيا جديدة، تظهر تحدياتٌ؛ فكيف نساعد الاشخاص الذين يُستعاض عن وظائفهم بوكلاء الذكاء الاصطناعي؟ وهل سياتمن المستخدمون وكلاء الذكاء الاصطناعي على كل ما لديهم من معلومات؟ واذا امكن لوكيلٍ ان ينصحك بشان اسلوب عملك، فهل ستتبع نصيحته؟ هذا هو ما يجعل كتبًا مثل هذا الكتاب قيِّمةً للغاية؛ فان ساتيا يرسم مسارًا لتحقيق الاستفادة القصوى من الفرص التي توفرها التكنولوجيا اثناء مواجهة الاسئلة الصعبة. كما يقدم قصته الشخصية الرائعة، واقتباسات ادبية اكثر مما قد تتوقع، وبضعة دروس من لعبة الكريكيت التي يحبها. ينبغي لنا جميعًا ان نتحلَّى بالتفاؤل حيال ما هو آت؛ فالعالم يتحسن، والتقدم ياتي اسرع من ذي قبل، وهذا الكتاب هو دليل مدروس لمستقبل مثير للحماسة والتحدي.